يشتهر فصل الصيف بالحرارة المرتفعة والتي تفرض إجراء بعض التعديلات في العادات والأنظمة الغذائية التي اعتاد الصائمون على ممارستها خلال شهر رمضان المبارك، وذلك لتفادي الحصول على مشاكلٍ ومضاعفاتٍ صحيةٍ خطيرةٍ
في نهار رمضان:
نسبةً للأجواء الصيفية الحارة التي يشهدها الصائمون يفضل عدم بذل مجهودٍ عضليٍّ أو جسديٍّ لعدم التعرض للإنهاكٍ نتيجة فقدان السوائل والأملاح الضرورية، ويمكن تأجيل ممارسة الرياضة للراغبين في ذلك إلى فترة المساء، ويستحسن قبل وجبة السحور من أجل المحافظة على الوزن وعدم اكتساب المزيد من الكيلوجرامات بالإضافة إلى تفادي مشاكل الإمساك والتخمة التي يعاني منها الكثير من الصائمين.
- تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة لعدم الإصابة بضربة الشمس والإغماء.
الماء والسوائل
- من الطبيعي أن يصاب الصائمون في هذه الأجواء الحارة بفقدان للسوائل خلال فترة الصيام التي تمتد لساعاتٍ طويلةٍ لذلك من الطبيعي أن يحتاج الجسم إلى كمياتٍ من المياه التعويضية من أجل الحفاظ على التوزان المائي الملحي لأعضائه.
- لذا فأثناء الإفطار لا بد من تناول الماء والعصيرات وبشكلٍ معتدلٍ، وتجنب الإكثار من الشرب حتى لا تمتلأ المعدة وتعيق الصائم عن تناول وجبة الإفطار وما تحتوي عليه من عناصر غذائية ضرورية، ويمكن استغلال الوقت من الإفطار وحتى السحور في شرب الماء على فتراتٍ متقطعةٍ وبكمياتٍ تصل من ثماني إلى عشر أكواب؛ وذلك لتعويض السوائل التي تم فقدها أثناء الصيام .
- في وجبة الإفطار وفي غيرها من الأوقات ينبغي مراعاة درجة برودة الماء ويفضل أن يكون غير مثلجٍ، أو ماءٍ غير باردٍ لأنّ السوائل الباردة تسبب انقباض الجهاز الهضمي ويتم التخلص منها بسرعة، وتسبب مشاكل هضمية.
- ولا بأس بكأسٍ من العصير الطازج مع الابتعاد عن العصيرات المعلبة وعصيرات البودرة التي يكثر الإعلان عنها لما لها من تأثيراتٍ سلبيةٍ على الصحة لما تحتويه من مواد صناعيةٍ، ونسبةً غير قليلةٍ من السكريات التي تؤدي إلى زيادة الوزن وتسوس الأسنان. ومن الخطأ أيضاً الإكثار من
شرب العصيرات، أو أن يستعيض بها عن الماء.
وجبة الإفطار
من المهم أن تحتوي وجبة الإفطار على جميع المكونات الغذائية التي يحتاجها الجسم من دهونٍ وكربوهيداتٍ وسكرياتٍ، وأن تتضمن الوجبة أحد أنواع اللحوم معالخضراوات إضافةً إلى الأرز أو المعكرونة.
- ومن المعلوم أنّ المعدة الخالية بعد فترة صيامٍ طويلةٍ لا تقبل كميةً كبيرةً من الطعام مباشرةً من غير تنبيهها وإعدادها لذلك, بالإضافة إلى أنّ تناول الطعام بكمياتٍ كبيرةٍ وعلى دفعةٍ واحدةٍ قد تسبب آلام في المعدة والأمعاء, ومشاكل عسر الهضم، والتي تظهر على شكل انتفاخٍ وغازاتٍ في البطن وإمساكٍ، وهذه الأعراض لا تقف عند هذا الحد بل تؤدي إلى الإحساس بالكسل والخمول والفتور.
- يستحسن البدء بصحن من الشوربة التي تُعتبر من الأطباق الضرورية على مائدة رمضان يومياً نظراً لأهميتها في تحضير المعدة لاسـتقبـال الطعام وتزويد الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية، كما أنها تعمل على تعويض الجسم بجزءٍ من السوائل المفقودة خلال النهار، وتجنب الجسم الإصابة بالجفاف والإمساك.
- أما صحن السلطة فيعد من الأطباق الهامة نظراً لغناه بالفيتامينات والمعادن والألياف. ولقدرته على إعطاء شعورٍ بالامتلاء والشبع عند تناوله، وبالتالي تخفض من فرصة تناول كمياتٍ إضافيةٍ من الأطعمة الأخرى .
- يجب مراعاة التقليل من الأطعمة الدسمة والمقليات واستبدال الزيوت المشبعة والسمن باستخدام طرق أخرى للطهي كالشوي والسلق، والطهي بالفرن لما لهذه الدهون من مخاطر صحيةٍ منها: الإصابة بالسمنة، وأمراض القلب، والشرايين بالإضافة إلى مضاعفة الإحساس بالعطش .
- وبالنسبة للحلويات التي تشتهر بها المائدة الرمضانية فيفضل عدم الإفراط في تناولها، ومحاولة الفصل في الوقت بين الوجبة الأساسية وتناول الحلويات، أو أي أكلاتٍ إضافيةٍ أخرى وذلك لإعطاء الفرصة للمعدة لتقوم بهضم ما فيها.
السحور
وجبة السحور هي وجبةٌ مكملةٌ لوجبة الإفطار لسد الاحتياجات الغذائية للجسم. ومن الأفضل أن يكون السحور في وقتٍ متأخرٍ من الليل «قبل الإمساك بنحو ساعتين» لتمكين الجسم من الاستفادة من المواد الغذائية لأكبر قدرٍ من ساعات النهار لإمداد الجسم بالطاقة اللازمة.
ويجب أن تحتوي وجبة السحور على أطعمةٍ بطيئة الهضم كالبيض واللبن والفول، وأطعمةٍ نشويةٍ مثل: الأرز، الخبز، البطاطس، والخضراوات الطازجة، والفواكه لاحتوائها على الماء .
من الخطأ الإفرط في تناول الطعام والسعرات الحرارية المستخلصة من السكريات والمواد الدسمة خلال أوقات الليل، لأنها قد تزيد من ارتجاع حمض المعدة وتسبب سوء الهضم واضطرابات القولون وبالتالي الإصابة باضطراب النوم، كما يفضل عدم النوم مباشرة بعد السحور، وإعطاء الجسم فرصةً لهضم الطعام.
يستحسن عدم تناول التوابل والبهارات الحارة والأغذية المالحة كالمخللات، والأجبان المالحة، والزيتون، أو تناول اللحوم والأسماك لأنها تشعر بالعطش لاحقاً.
بالنسبة للسوائل في السحور فيفضل تناول كوب من الحليب بالذات للمسنين، المراهقين، والرياضيين، وتجنب شرب المنبهات كالشاي والقهوة في الأوقات المتأخرة من الليل، وذلك لكونها مدرّةً للبول، وتؤدي إلى فقدان الكثير من السوائل التي يحتاج إليها الجسم خلال الصيام.
من فضلك شارك هذا الموضوع اذا اعجبك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق